تُعد من أقدم وأشهر أنواع المشروبات في الأحساء ... قهوة «نواة التمر» تستعيد مجدها
تعدت شهرة قهوة «نواة التمر» المحيط المحلي، وصولاً إلى محبي القهوة في الوطن العربي، وتعد هذه النوعية من القهوة محلياً من «أفضل أنواع القهوة على الإطلاق»، على رغم أنها لم تنل ما تستحق من الشهرة والدعاية، فكثيرون يفضلونها، لكونها «تتميز بسلاسة الطعم، ومذاق القهوة الحقيقية الأصيلة» بحسب قول عبدالله الشهابي، الذي يشير إلى أن «نواة تمر النخلة يتحول إلى قهوة، وحين ترشفها، تستحضر الماضي من خلال طعمها، واللافت أنني حين حضّرتها لضيوف عرب قدموا لمنزلي، فوجئوا بالطعم المميز للقهوة، وحين أخبرتهم بأنها من نواة التمر، صعقوا، لأنه، وبحسب ظنهم يُرمى، ولا يُستفاد منه». وأدمن الشهابي هذا النوع من القهوة، حتى أن منزله لا يدخله أي نوع آخر غيرها. ويقول: «أحرص على تناولها في جميع الأوقات، وأصنعها بنفسي، وكثيرون يعجبهم طعمها، لكن حين يعرفون مصدرها، يتقززون، لكون النواة خرجت من فم إنسان آخر ورميت على الأرض، لكنني أعرف أن أغلى أنواع القهوة في العالم يستخلص من فضلات أحد الحيوانات». ويؤكد أن «مقاهي عدة منتشرة في المنطقة، تقدم أنواعاً مختلفة من القهوة الفرنسية والتركية والإيطالية والأميركية وغيرها، ولكنها لا تسوق للقهوة المحلية، بأن تضعها على لائحة طلباتها». وكان تقديم قهوة التمر للضيوف، وحتى زمن قريب، يُعد من وجوه التكريم، إذ تعد من «أصالة الاستقبال والحفاوة». ولتصنيعها غالباً ما يكون في المنازل طقوس خاصة. وتقول فاطمة السويحي: «نحضر النواة الجافة، وننظفها بنزع الرواسب المحيطة بها، وغسلها جيداً في إناء كبير، ثم تُترك منقوعة في الماء، مع تكرار هذه العملية لفترات طويلة، ونتركها في الماء المغلي». وتشير إلى أن «العملية طويلة، لكن النتائج تستحق التعب والجهد، وبعد أن نخرجها من الماء الحار، ندعكها جيداً باليد، قبل أن تنقع مرة أخرى، ثم ننشرها في الشمس، لتجف، وهذه العملية تستمر أكثر من أسبوع، ثم نحمصها في آلة «المحماس» لأكثر من ساعة، حتى يكتسب البن لونه المناسب، ويكون جافاً تماماً، ونتركه يبرد». وتطحن النواة جيداً، لتتحول إلى قهوة حقيقية. وتقول السويحي: «نخزن جزءاً منه للمنزل، ونوزع الكمية المتبقية على الأهل والأصدقاء والجيران». ويشكل الحصول على النواة في السابق، حجر عثرة أمام عشاق هذا النوع من القهوة، إلا أن محامص كثيرة أصبحت في شراكة مع مصانع تعبئة التمور، إذ كان مكانه سابقاً حاويات القمامة، إلا أن كثيرين أصبحوا يطلبون كميات كبيرة منه، لتحويله إلى قهوة خاصة. ويحبذ البعض إضافة الزعفران أو الهيل على قهوة التمر، لإعطائها مذاقاً آخر. ويؤكد تحليل مخبري اجراه باحثون، أن «قهوة نواة التمر تحوي عناصر غذائية مهمة، منها البروتين، ويمثل ستة في المئة، والألياف الغذائية بنسبة 53 في المئة، والدهون بنسبة عشرة في المئة، ومعادن ضرورية أخرى مثل الكالسيوم، والبوتاسيوم». وأشارت النتائج إلى أنه «على رغم الفوائد الصحية لهذا النوع من القهوة، إلا أنه يمكن أن يحمل أضراراً كبيرة للصحة، لاحتوائه على مواد «فيتك أسد»، التي تساهم في الحد من امتصاص الكالسيوم، والحديد، وضرر مواد «الثانينات»، وهي مركبات لها سلبيات في جسم الإنسان».